دعوات أممية لوقف العنف وتحقيق العدالة لضحايا الاعتداءات الإسرائيلية في لبنان

دعوات أممية لوقف العنف وتحقيق العدالة لضحايا الاعتداءات الإسرائيلية في لبنان
آثار الغارات الإسرائيلية في جنوب لبنان

عبّرت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن قلقها البالغ إزاء تواصل قتل وإصابة المدنيين في لبنان نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية، رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024.

وفق بيان نشره موقع الأمم المتحدة، الثلاثاء، أفاد التقييم الأولي للمفوضية بأن القوات الإسرائيلية قتلت ما لا يقل عن 71 مدنياً خلال هذه الفترة، من بينهم 14 امرأة و9 أطفال، فيما لا يزال أكثر من 92 ألف شخص نازحين من منازلهم، ويخيم الخوف على السكان، بحسب ما أكده المتحدث باسم المفوضية، ثمين الخيطان.

قصف الضاحية

قصفت الطائرات الإسرائيلية أخيراً الضاحية الجنوبية لبيروت في حادثتين منفصلتين، للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار، حيث طالت الغارات محيط مدرستين، ما أثار مخاوف واسعة بشأن سلامة الأطفال والمنشآت التعليمية.

استهدفت غارة جوية إسرائيلية مركزاً طبياً حديث الإنشاء في منطقة الناقورة تديره الجمعية الطبية الإسلامية، يوم 3 أبريل، ما أدى إلى تدمير المركز بالكامل وتضرر سيارتي إسعاف، وفقاً للمفوضية. كما أسفرت الغارات في بلدات جنوبية أخرى عن مقتل ستة أشخاص على الأقل.

ذكرت المفوضية أن الجيش الإسرائيلي أبلغ عن إطلاق خمسة صواريخ وقذيفتي هاون وطائرة مسيرة من داخل الأراضي اللبنانية منذ بدء وقف إطلاق النار، في حين لا يزال عشرات الآلاف من الإسرائيليين نازحين من مناطق الشمال.

هجمات مستمرة

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء، أن قواته هاجمت بنية تحتية تابعة لـ"حزب الله" في جنوب لبنان.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في بيان: "هاجمت قوات جيش الدفاع يوم أمس بنية تحتية إرهابية تابعة لـ"حزب الله" الإرهابي في منطقة جنوب لبنان".

وأضاف البيان: "يستغل "حزب الله" بشكل سخيف بنى تحتية مدنية لأغراض إرهابية ويستخدم سكان لبنان دروعا بشرية"، مشيرا إلى أن جيش الدفاع سيعمل ضد محاولات "حزب الله" لإعادة إعمار قدراته أو التموضع عسكريا تحت غطاء مدني.

وقتل شخص، الأربعاء، جراء ضربة اسرائيلية استهدفت سيارة في جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية الأربعاء، غداة ضربة مماثلة أدت إلى مقتل شخصين قال الجيش الاسرائيلي إن أحدهما "قائد خلية" في حزب الله.

وأمس الثلاثاء كان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه استهدف قائد فرقة وحدة العمليات الخاصة في "حزب الله" في بلدة عيترون جنوب لبنان.

وقال الجيش: "هاجم جيش الدفاع الإسرائيلي قائد فرقة وحدة العمليات الخاصة لحزب الله، في منطقة عيترون في جنوب لبنان، مما أدى إلى مقتله".

ويأتي ذلك في إطار سلسلة من الاعتداءات المتواصلة التي يشهدها الجنوب اللبناني يوميا، في خرق واضح للقرار 1701.

دعوات لوقف العنف

وشدّد المتحدث باسم المفوضية على ضرورة الوقف الفوري للعنف، واحترام القانون الدولي الإنساني، بما في ذلك مبادئ التمييز والتناسب والاحتياط. وطالب بإجراء تحقيقات مستقلة ومحايدة في جميع الانتهاكات الجسيمة، ومحاسبة المسؤولين عنها.

دعا  الخيطان إلى تمكين جميع النازحين في لبنان وإسرائيل من العودة الآمنة إلى منازلهم، مع العمل على إزالة الذخائر غير المنفجرة من المناطق المتأثرة في جنوب لبنان لضمان سلامة العائدين واستئناف حياتهم بشكل طبيعي.

تورك يدعو لوقف الأعمال العدائية

أكّد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أهمية تحويل وقف إطلاق النار إلى وقف دائم للأعمال العدائية، داعياً جميع الأطراف إلى احترام التزاماتهم، وتنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بالكامل، دون تأخير.

يأتي تصاعد العنف في جنوب لبنان في سياق توتر إقليمي مستمر منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023، حيث شهدت المناطق الحدودية اللبنانية عمليات قصف متبادل بين حزب الله والقوات الإسرائيلية.

وعلى الرغم من إعلان وقف إطلاق النار نهاية نوفمبر، لا تزال الخروقات المتبادلة تؤدي إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، ما يهدد بانزلاق الوضع إلى تصعيد أوسع في حال عدم التوصل إلى تهدئة شاملة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية